تُعدّ الأفلام الكرتونية جزءًا أساسيًا من عالم الطفل، حيث تجذبه بألوانها الزاهية، وشخصياتها المحببة، وقصصها المشوقة. وعلى الرغم من الفوائد الترفيهية والتعليمية التي قد تقدمها بعض البرامج الكرتونية، فإنّ المبالغة في مشاهدتها قد تؤثر سلبًا على نمو الطفل وسلوكياته.

يوصي خبراء التربية بأن لا تتجاوز مدة مشاهدة الطفل للأفلام الكرتونية ساعة إلى ساعتين يوميًا، وذلك للأطفال فوق سن الثانية. أما الأطفال دون الثانية، فيُفضل تجنّب تعرّضهم للشاشات قدر الإمكان. إن تجاوز هذه المدة قد يؤدي إلى مشاكل عدة، منها ضعف التركيز، وقلة النشاط البدني، وتأخر في تطوّر المهارات الاجتماعية واللغوية.

دور المحتوى وأهمية التوجيه الأسري

من جهة أخرى، يعتمد تأثير الكرتون أيضًا على نوعية المحتوى، فالمحتوى العنيف أو غير المناسب لعمر الطفل يمكن أن يغرس سلوكيات غير مرغوبة، في حين أن البرامج التعليمية والهادفة تساهم في تنمية خيال الطفل وتعزيز قدراته الفكرية والمعرفية.

من المهم أن يلعب الأهل دورًا رقابيًا وتوجيهيًا في هذا المجال، من خلال اختيار البرامج المناسبة، وتحديد أوقات المشاهدة، وتشجيع الطفل على أنشطة أخرى مثل القراءة، واللعب الحركي، والتفاعل الاجتماعي.

في الختام، تبقى الأفلام الكرتونية وسيلة ترفيهية ممتعة، لكنّ الاعتدال في استخدامها ومراقبة محتواها هما مفتاح تحقيق الفائدة وتفادي الأضرار المحتملة.