امومة
طفلكِ والأجهزة الذكية: كيف تحمي استخدامه بطريقة صحية؟
في عصر التكنولوجيا، أصبحت الأجهزة الذكية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، بما في ذلك حياة الأطفال. الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية تمنح الأطفال فرصًا للتعلم والترفيه، لكنّها قد تسبب آثارًا سلبية إذا لم يتم التحكم في استخدامها. لذا، كيف يمكن للأم أن تساعد طفلها على استخدام هذه الأجهزة بطريقة صحية؟
طرق لحماية الطفل من الأجهزة الذكية
1- وضع قواعد واضحة لوقت الشاشة
الخطوة الأولى هي تحديد مدة استخدام الأجهزة الذكية بشكل يومي. لا ينصح باستخدام الأطفال دون 2 سنة للأجهزة الرقمية، بينما يمكن للأطفال الأكبر من 3 سنوات استخدام الأجهزة لمدّة ساعة واحدة إلى ساعتين يوميًا.
أمثلة عملية:
- استخدام مؤقت أو منبه لتحديد وقت اللعب.
- توزيع الوقت على جلسات قصيرة (10–15 دقيقة) بدلًا من جلسة طويلة.
- ربط وقت الشاشة بمكافآت إيجابية، مثل إنهاء الواجبات المنزلية أو الأنشطة البدنية.
2- اختيار المحتوى التعليمي والمناسب
المحتوى الذي يتعرّض له الطفل مهم جدًا في تشكيل شخصيته ومهاراته. الألعاب التعليمية والتطبيقات التي تركز على تطوير المهارات الحركية واللغوية والعقلية تعتبر خيارًا مثاليًا.
أمثلة عملية:
- تطبيقات تعلم الألوان والأرقام والحروف.
- ألعاب تحفّز التفكير النقدي وحل المشكلات.
- قصص تفاعلية تشجع الطفل على القراءة والفهم.
نصيحة: اختبري أي تطبيق أو لعبة قبل إعطائها لطفلك لتضمني أنّها مناسبة لعمره ولا تحتوي على محتوى عنيف أو مقلق.
3- المشاركة النشطة من الوالدين
لا يكفي أن يترك الطفل أمام الجهاز بمفرده. المشاركة مع الطفل تعزز التعلم وتساعد على فهم مشاعره وأفكاره أثناء استخدام التكنولوجيا.
طرق فعّالة:
- مشاهدة الفيديوهات أو الألعاب معه ومناقشتها بعد ذلك.
- طرح أسئلة بسيطة عمّا يشاهده أو يتعلّمه الطفل.
- تشجيع الطفل على تطبيق ما تعلمه في حياته اليومية.
نصيحة: استخدمي أدوات الرقابة الأبوية لضمان عدم الوصول لمحتوى غير مناسب.
4- تشجيع الأنشطة البديلة والموازنة بين الواقع والرقمية
الأطفال يحتاجون إلى توازن بين الوقت الرقمي والنشاط البدني والاجتماعي. تشجيعهم على ممارسة الرياضة، اللعب في الهواء الطلق، أو الأنشطة الإبداعية يحافظ على صحتهم البدنية والعقلية.
أمثلة عملية:
- تخصيص ساعة يوميًا للعب في الحديقة أو مع الأصدقاء.
- ورش فنية منزلية مثل الرسم أو التلوين أو الأعمال اليدوية.
- قراءة القصص قبل النوم كعادة يومية تقوي الروابط الأسرية.
5- القدوة العملية للأم
الأطفال يتعلمون بالملاحظة أكثر من التعليم المباشر. فإذا لاحظ الطفل استخدامك المعتدل للتكنولوجيا، سيكون أكثر استعدادًا لتقليد هذا السلوك.
اقتراحات:
- أوقات بدون أجهزة، مثل العشاء أو أثناء الخروج العائلي.
- تشجيع الحوار والمشاركة بدلاً من الانغماس في الشاشات.
6- مراقبة السلوك والتطور
مراقبة تأثير الأجهزة على الطفل جزء أساسي من الاستخدام الصحي. لاحظي أي تغييرات في النوم، المزاج، التركيز أو السلوك الاجتماعي. إذا ظهرت علامات سلبية، يجب تعديل روتين استخدام الأجهزة أو استشارة متخصص.
أمثلة:
- تراجع الانتباه أو زيادة العصبية بعد استخدام الأجهزة لفترات طويلة.
- قلّة النوم بسبب استخدام الأجهزة قبل النوم.
- انعزال الطفل عن اللعب مع الآخرين أو الأنشطة الاجتماعية.
باتباع هذه الإرشادات، يمكن للأم أن تساعد طفلها على الاستفادة من الأجهزة الذكية بطريقة تعليمية وترفيهية، مع الحفاظ على صحّته الجسدية والنفسية. المفتاح هو التوازن، والمشاركة والوعي بالمحتوى والوقت.