امومة
متى يحتاج الطفل إلى “حدود” ومتى يحتاج إلى “حضن”؟ دليل عملي للأمهات!
في رحلة الأمومة، يواجهكِ يومياً سؤال خفيّ يصعب الإجابة عنه بسهولة: هل طفلي الآن يحتاج حضنًا واحتواء… أم يحتاج حدودًا وتوجيهًا؟ كثير من الأمهات يخلطن بين الحزم والحنان، فيُساء فهم السلوك، فيُعاقَب الطفل حين كان بحاجة لطمأنينة، أو يُدلَّل أكثر من اللازم حين كان يحتاج ضبطًا وتوجيهًا.
هذا الدليل العملي يساعدكِ على التمييز بين اللحظتين، وفهم احتياجات طفلك العاطفية والسلوكية بشكل أوضح.
أولاً: متى يحتاج طفلكِ إلى حضن واحتواء؟
هناك لحظات لا يحتاج فيها الطفل أي نصيحة ولا تصحيح، بل يحتاج صدر أمه فقط. غالبًا تكون هذه اللحظات مرتبطة بالعواطف القوية التي لا يستطيع التعبير عنها:
1- عندما يكون خائفًا
الخوف يربِك الطفل، ويجعله يبحث عن الأمان. فالاحتواء هنا هو العلاج الحقيقي—not التوجيه ولا العتاب.
2- عندما ينفجر بالبكاء دون سبب واضح
البكاء غالبًا تفريغ لمشاعر تراكمت. حضن دافئ يساعده على إعادة تنظيم مشاعره.
3- عندما يشعر بالإحباط أو الفشل
مثل خسارته لعبة، أو عدم قدرته على رسم شيء كما يريد. حضنكِ يعلمه أنّ قيمته ليست مرتبطة بالنجاح.
4- بعد يوم صعب أو تغييرات كبيرة
انتقال، مدرسة جديدة، ولادة أخ… يحتاج دعمًا شعوريًا قبل أي نصيحة.
5- عندما يرتكب خطأ بدافع الفضول وليس العناد
مثل كسر لعبة أو سكب ماء. هذا وقت تعليم لطيف وليس عقاب.
ثانيًا: متى يحتاج طفلكِ إلى حدود واضحة؟
الحدود لا تعني القسوة، بل تعني توجيه الطفل ليشعر بالأمان داخل قواعد واضحة.
1- عندما يتصرف بشكل مؤذٍ للآخرين
الضرب، العضّ، الصراخ على شخص… هذه لحظة حدود، مع شرح بسيط: "ممنوع نأذي غيرنا… أنا حدّك"
2- عندما يتكرّر السلوك السلبي
التكرار يعني أن الطفل يحتاج قواعد ثابتة وليس تعاطفًا فقط.
3- عند تجاهل التعليمات المهمة
مثل السلامة، النزول عن السلم، اللعب بمقابس الكهرباء.
هذا وقت حدود صارمة لحمايته.
4-عند استخدامه البكاء للمساومة
إذا بكى لأنه يريد حلوى أو لعبة فورًا. الحدود هنا تُعلّمه الصبر وتنظيم الانفعالات.
- 5عندما يتحدى القاعدة بوعي
مثل قول: «لأ، بدي أعمل هيك!» هذا اختبار طبيعي… يحتاج ثباتًا وهدوءًا منك.
كيف توازنين بين “الحضن” و”الحدود”؟
الحكمة ليست في أحدهما، بل في التبديل بينهما حسب الموقف:
-ابدأي بالاحتواء
-هدّئي الطفل قبل أي تصحيح.
-الطفل لا يسمع بعقله وهو منفعِل… يسمع بقلبه أولًا.
استخدمي صوتًا هادئًاف .الصوت العالي يربك الطفل ويزيد العناد.
ضعي قاعدة واحدة فقط في كل موقف لا تهملي الحدود… ولا تفرطي فيها.
الطفل يحتاج “استقراراً” لا تغيّر فيه القواعد حسب المزاج.
الطفل يحتاج إلى حضن يُطمئنه عندما تضيع منه الكلمات، وإلى حدّ يوجّهه عندما يخرج سلوكه عن الإطار الصحيح. الأم الحكيمة هي التي ترى ما وراء السلوك، وتعرف أن التربية ليست صراع قوة، بل توازن بين الحب والحزم.
