من الطبيعي أن تُصاب المرأة بالإكتئاب بعد الولادة بسبب التغيّرات الهرمونية والحياتية، ولكن هناك ما هو أخطر "ذهان ما بعد الولادة" ولا يؤثر على المرأة لفترة وجيزة بعد الحمل، بل يختلف تماماً لكونه مرض عقليّ خطير ويجب أن يعالج كطوارئ طبية لتفادي المشاكل والمخاطر. 

أعراض ذهان ما بعد الولادة

يُطلق على هذا المرض النفسيّ، اسم آخر يتمثّل في الذهان النفاسي، والذي عادة ما تبدأ أعراضه فجأةً خلال أوّل أسبوعَين بعد الولادة ويُمكن أن يَتطوّر بعد عدّة أسابيع من ولادة الطفل. وأعراض الذهان:

- الهلوسة والأوهام: تشمل أفكار ومُعتقدات من غير المرجّح أن تكون حقيقيّة.

- الهوس: التحدّث والتفكير أكثر من اللازم وبسرعة كبيرة.

- حالة مزاجيّة متقلّبة وتظهر عليها علامات الإكتئاب أو نقص الطاقة أو فقدان الشهية أو القلق أو اضطراب النوم.

- الشعور بالريبة والخوف والأرق.

- الشعور بالإرتباك الشديد.

- الشعور بالإنفصال عن الواقع خاصة عن الطفل.

- الأفكار الإنتحارية.

أسباب الذهان ما بعد الولادة 

تعتبر الذهان غير معروفة أو دقيقة، ولكن يمكن أن تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة به، منها:

- تقلّب مستوى الهرمونات بشكلٍ كبير ما بين مرحلة الحمل وبعد الولادة، بما في ذلك، هرمون الاستروجين وهرمون البروجستيرون وهرمونات الغدّة الدرقية. وقد تكون بعض النساء أكثر حساسيّة تجاه تأثير تقلّب الهرمونات على الصحة النفسية والعقلية.

- التشخيص المسبق بإضطراب ثنائي القطب أو الفصام أو المعاناة سابقاً من نوبات ذهان.

- تاريخ عائليّ للإصابة بأحد الإضطرابات العقلية وخاصّة ذهان النفاس.

- المعاناة من تقلّبات مزاجيّة كبيرة أثناء الحمل.

- عدم حصول الأم على قسط كافٍ من النوم والراحة بعد الولادة.

- التوقّف عن تناول الأدوية النفسيّة،وذلك في حال كانت المرأة مشخصّة بأحد الإضطرابات النفسية خلال فترة الحمل.

ومن الممكن في الكثير من الحالات أن تُصاب المرأة بذهان النفاس من دون وجود أيّ من عوامل الخطر لديهن.

علاج ذهان ما بعد الولادة 

يتطلّب علاج الذهان إدخال الأمّ إلى مركز متخصّص لبضعة أيّام على الأقلّ إلى حين إستقرار حالتها ومزاجها والتحقّق من أنّها لم تعد معرّضة لخطر إيذاء نفسها أو إيذاء طفلها. وتشمل خيارات العلاج:

- الأدوية: مضادات الذهان، مثبتات المزاج، مضادات الإكتئاب.

- العلاج النفسي: تغيير طريقة التفكير وتوجيه المريضة ومساعدتها على إدارة الضغوطات والمشاكل بطريقة أفضل.